الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

كـــن لا شـــــيء


" لا تنوِ أن تصبح شيئا ما في الحياة!، كبيرا، رائعا، عظيما!، لتحقق ذاتك وتعيش أسطورة أحلامك!، بل عش كما لو كنت تسير نحو اللا شيء!، لا لتحصل على شيء!، ولا لتكون أي شيء!..

"للّا شيء" عندما تسير في خط اللا شيء لا تنو هنا أيضا أن تنال شيئا ما، فلا تحول سيرك في خط اللا شيء إلى سير لتحصيل شيء!..

"لتعبر عالم الشيء" فالهدف الحق هو تجاوز عالم الشيء، وليس التكامل في عالم الشيء!، فمن يريد الحقيقة
عبر سيره ليكون شيئا وليحصل على شيء، فهو قد ضل الطريق والهدف الحقيقي، وعالم الشيء هو ذلك البعد الذي يشكل الخلق والأشياء المحدودة..

"لبحر يسمى بحر اللا شيء" هو بحر لأنه مطلق، و لا شيء لأنه ليس أحد الأشياء، هو لا لون له، لذا يستقبل كل الألوان ويظهرها من خلاله، وهو لا شيئية له، ولذا تظهر فيه كل الأشياء وتبرز من خلاله، ولذا الطريق إليه هو طريق الفناء عن الشيئية، ويمكن أن يسمى ببحر الفناء..

"وهو نبع كل شيء" ليس هو الحقيقة ومنبع كل شيء حقيقي!، بل هو الحقيقة الوحيدة الحقة وهو نبع كل شيء خيالي، وظهور الحقيقة الواحدة في أشياء (بنحو يبدو هكذا) لا يعني سوى أن الحقيقة التي ظهرت في كل شيء هي الحقيقة الحقيقية الوحيدة المتفردة بكونها حقيقية لا أكثر من ذلك..

"واترك عنك قصة أن تبني شيئا على شيء، وأن تجمع شيئا إلى شيء، لتصبح أعظم شيء" فاترك عنك قصة الخيالات والأحلام التي ظهرت بالحقيقة وعبر الحقيقة، والتي تجعل منك مجرد ممثل في هذه القصة، وتريد منك أن تصبح فردا منها، وأن تتحرك لتصبح بطلا فيها!، لتصبح عظيما ضمن هذه القصة!، بينما هذه القصة أساسا هي المشكلة!، وهي الفخ الذي ينبغي تركه!، فإذا بطل الحلم بطل كل وهم وسراب وخيال!، وبطل كل شيء..؟؟؟ 



مقتبس من السفر الى الله...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق