الاثنين، 14 أكتوبر 2013

ابن سينا وتعريفه للنفس

"أهمية ابن سينا تكمن في نظريته في النفس وأفكاره في فلسفة النفس، مقدمات ابن سينا في النفس هي مقدمات أرسطية. تعريف ابن سينا للنفس: النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي من جهة ما يتولد (وهذا مبدأ القوة المولدة) ويربو (وهذا مبدأ القوة المنمية) ويتغذى (وهذا مبدأ القوة الغاذية) وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية. وهي كمال أول من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة وهذ
ا ما يسميه بالنفس الحيوانية. وهي كمال أول من جهة ما يدرك الكليات ويعقل بالاختيار الفكري وهذا ما يسميه النفس الإنسانية. شرح التعريف: ونعني في التعريف السابق أن النفس عند ابن سينا 3 نباتية/حيوانية/إنسانية. كمال أول: تعني مبدأ أول ذي حياة بالقوة: يعني لدينا جسم مستعد وطبيعي لتقبل الحياة مبادئ النفس النباتية: تنمو وتتوالد وتتغذى ولا يفعل النبات أكثر من ذلك. مبادئ النفس الحيوانية: تدرك الجزئيات (مثلا يدرك أفعى أمامه/ إنسان أمامه) يتحرك بالإرادة أي فيه إرادة توجهه (مثلا الأسد بإرادته ممكن أن يقفز على إنسان ويبتلعه). مبادئ النفس الإنسانية: تدرك الكليات، اختيار فكري أي الحرية الفكرية التي نتوجه لها للاختيار من بين بدائل مختلفة. تصور ابن سينا لأصل النفس: 1- من أين جاءت/ 2- علاقة النفس بالبدن/ 3- مصير النفس. المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأي ابن سينا في المسائل الثلاث. قصيدته مكونة من4 أقسام لدى قراءتها تتضح الإجابة على الثلاث أسئلة السابقة..؟؟


وهذه هي القصيدة الذي يقول فيها..

:هبطت عليك من المكان الأرفـــع ..
......... ورقـــــاء ذات تعــزُّزٍ وتـمنــــعِ

محجوبةٍ عن كلِّ مقـلـة ناظــــــٍر ............ وهي التي سفرت ولم تتبرقــعِ

وصـلت على كـرهٍ إليك وربـمــا .............. كرهت فراقك وهي ذات توجُّـع

أنـفت وماأنسـت ولمــا واصـلـت ........... ألفت مجــاورة الخـراب البلقـــع

وأظنهـا نسيت عهـودا بالحمـى ............. ومــنــازلا بفراقهــــا لم تقـــنـع

حتى إذا حصلـت بهــاء ثبوتهـــا ........... في ميـم مركزهــا بذات الأجـرع

علقت بهــا ثاء الثقيل فـأصبـحـت .......... بيـن المنـازل والطلـوع الخضَّـع

تـبكي إذا ذكرت عهودا بالحمـى ............ بمدامــــعٍ تهــمــي ولمـا تقلـــع

وتظلُّ ساجعـة على الدمـن التـي ............ درست بتكـرار الريـاح الأربـــع

إذ عاقـها الشكل الكثيف وصدها ........... نقـصٌ عن الأوج الفسيح الأرفـع

وغـــدت مفـارقـِـــةٌ لكل مخلِّــــفٍ ........... عنهـا خليـف الـترب غير مشيِّـع

حتـى إذا قـرب المسير إلى الحمى .......... ودنا الرحيل إلى العطاء الأوسع

سجعت وقد كُشف الغطاء فأبصرت .......... ماليس يدرك بالعــيون الهجَّـــع

وغـدت تـغرِّد فـوق ذروة شاهـــقِ .......... والعلـم يرفـع قــدر من لم يرفــع

فلأي أمـرٍ ُأُهـبـطـت من شاهـــقٍ .......... سامٍ إلى قصر الحضيض الأوضـع

إن كان أهبطهـــا الإلـه لحـكمـــةٍ ........... طويـت عـن الغــزِّ اللبـيب الأروع

فهبــوطهـــا لاشـكَّ ضـربـة لازبٍ ............. لتعــود سامعـــةً لمـا لم تسـمـع

وتكــون عالمــةً بـكلِّ خفـيَّــــــةٍ .............. في العـالمين وخرقهــا لم يرقـع

وهي التي قطع الزمان طريقهــا ............. حتى لقـد غربت بعـين المطلـــع

فكأنهـــا برقٌ تألـَّـــق بـالحمــى .. ثمَّ انطـــوى فكأنــه لـم يلمــــع.؟

وهي تتحدث عن الروح ...وهبوطها إلى الجسم الإنساني بأمرٍ من الله تعالى ..
وبقائها بداخله حتى موعد مغادرتها له متى ماحان الوقت ..
تغادره سعيدة بعودتها إلى عالمها الأثيري الشفاف ..
وقد صاغها ابن سينا شعرا لتبقى خالدة على مر الأيام..؟؟؟

ــــــــــــــــــــ
مقتبس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق